اعلنت الحكومة الجزائرية عن انشاء صندوق خاص لتمويل الشركات الناشئة
start
up
بعد إعلان الحكومة
عن إنشاء صندوق خاص لتمويل الشركات الناشئة، سارع البعض القول اننا نتجه للنسخة الثانية
لتجربة
ANSEJ, وأن
هذا تضييع للمال العام وإهدار مسبق له، وإن التجربة فاشلة مسبقا، وقد كنت متخوفا شخصيا
من ذلك في بداية الحديث عن التمويل ، لأن النموذج كان يتحدث عن تمويل بنكي للشباب مماثل
لتجربة الماضي، بعد توضح الصورة،اظن ان الصندوق يختلف عن نموذج ANSEJ من عدة نواحي :
✔️ كانت مشاريع ANSEJمحددة مسبقا ، نقل، مخبزة،.. إلخ ، اي أن.
ا المشاريع متكررة، مشاريع الستارتب الأصل فيها انها مشاريع مبتكرة وليست محددة مسبقا،
ونموذج الأعمال فيها قد لا يكون واضحا من البداية وقد يتغير في الطريق.
✔️ في مشاريع ANSEJ كان التمويل على شكل قرض لإقتناء عتاد,
والذي تحول فيما بعد لصفقات مع الممونين لتضخيم الفواتير واقتسام الأرباح. وبيع العتاد
احيانا للحصول على الكاش. اي ان المشاريع أصبحت مجرد وسيلة للحصول على المال باسم المشروع،
في حين ان مشروع الصندوق يرتكز على الدخول في راس مال الشركة، اي ان فرصة استغلال التموبل
في الربح ضعيفة، خاصة أن احتياجات الشركة الناشئة نادرا ما تكون عتادا قابلا للبيع.
✔️ كان أغلب حاملي مشاريع ANSEJ ضعيفي التكوين، وبالتالي كانت نسب نجاح
مشاريعهم َإن صدقت النوايا ضعيفة، اما مشاريع الستارتب فعادة ما يكون مطلقوها ذوو مستوى
عالي، ولهم قابلية أكبر لإنجاح المشاريع، َمع قدرتهم على التعلم والتكوين
✔️في تجربة ANSEJ, لم تكن هناك أي مرافقة لأصحاب المشاريع،
اي ان الشاب بعد إطلاق شركته يجد نفسه وحيدا في مواجهة السوق دون أي مرافقة أو توجيه،
في حالة الستارتب، الأصل ان توجد حاضنات incubateurs ترافق الشباب بمختصين ذوي خبرة من الميدان،
مع إمكانية التعاون مع هيئات او مستشارين من الخارج، والهدف هو انضاج المشاريع وتحويلها
للربحية والنمو
✔️ من ناحية التكاليف، وبخلاف مشاريع ANSEJ, لا تحتاج مشاريع ستارتب تمويلا كبيرا عند
إطلاقها، وعادة ما تكون الحاجة للتمويل عند التوسع بعدما يثبت المنتج نجاحه، وهنا تكون
المخاطرة قليلة.
هذا عن المقارنة
بين مشاريع ستارتب ومشاريع ANSEJ, ولاحظوا اني أصبحت لا استعمل كلمة مشاريع
ناشئة للخلط الكبير الحاصل حاليا بين المشاريع الصغيرة والمشاريع الناشئة، فاستنجدت
باللفظ الأصلي كي يكون الأمر واضحا،
فيما يخص الجدل الحاصل
حول تمويل الدولة بالمال العام لمشاريع عالية الخطورة كمشاريع ستارتب، التخوف مشروع،
لأن المشاريع حقيقة غير مضمونة، والخسارة في كثير منها مؤكدة، لكن أصحاب التوجه لتمويل
الدولة لهم الحجج التالية :
💡بما ان الأمر يتعلق بالدخول في رأس المال،
فأرباح الشركات الناجحة ستغطي مع الوقت الخسائر، عندما نعرف ان نمو الستارتب سريع جدا
إذا نجحت، وبالتالي هناك نوع من جبر للضرر
💡في وضع كالجزائر، حيث مفهوم الستارتب أصلا
غائب، يجب إعطاء سرعة ابتدائية لهذا المجال، ويعتبر بمثابة بنية تحتية، لأن إطلاق هذا
المجال الإقتصادي يحتاج وقتا ونماذج ناحجة، دون ذلك، لن يغامر القطاع الخاص في البداية
في الإستثمار في المجهول، وبالتالي فالصندوق
لإطلاق القطار، وقد ينسحب تدريجيا عندما يكون القطاع الخاص والمستثمرين على استعداد
لدخوله.
في جميع الحالات
، ومهما كان رأينا في التمويل الحكومي، والمخاوف المشروعة والمؤسسة، فإن إطلاق وتشجيع
مجال الستارتب خطوة تستحق التشجيع والمتابعة،
مع التحفظ الكلى على مقولة انها بديل المحروقات لان هذا وهم، أقول ان هناك فرصة
ان يبادر الشباب بصفة خاصة، والمستثمرين وأصحاب الأفكار للدخول في هذا المجال، مع التزام الدولة وهو شرط
أساسي بإزاحة المعرقلات من البيروقراطية إلى المشاكل التقنية ومحيط الأعمال.
كل التوفيق.
تعليقات
إرسال تعليق